عند وصول المسلمين لأطراف المدينة قد خرج الناس ليهنئوهم فهنئوا الرسول بهذا الظفر وحمدوا الله وأثنوا عليه فقد قال أسيد بن حضير:يا رسول الله الحمد لله الذي أظفرك وأقر عينك والله يا رسول الله ما كان تخلفي عن بدر وأنا أظن أنك تلقى عدواً ولكن ظننت أنها عير ولو ظننت أنه عدو ما تخلفت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: صـدقت
وقد دخل إلى المدينة منصوراً بإذن الله تهابه العرب جميعاً بل والناس فقد هزم قريشاً ودخل عبد الله بن أبي وأصحابه الاسلام ظاهراً وقدم الأسارى إلى أصحابه بعد يوم من وصولهم وأوصاهم به خيراً فكانوا يأكلون التمر ويقدمون لأسراهم الخبز عملاً بوصية النبي رضي الله عنهم ورضوا عنه فقد كانوا لا يتخلفون عن ما يوصيهم الرسول به أبداً
فاستشار الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه في أمر الأسارى فأشار أبو بكر رضي الله عنه بأن يفدى المشركون أنفسهم فسأل عمر فقال:لست أرى ما رأى أبو بكر فرأيي أن يقتلون جميعاً حتى يهابنا الجميع ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم هوى ما رأى أبو بكر رضي الله عنه وفي اليوم التالي جاء عمر بن الخطاب إلى الرسول وأبو بكر وهما يبكيان فسألهما عمر عن سبب هذا البكاء ليبكي معهما أو ليتباكى معهما فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم: للذي عرض علي أصحابك من أخذهم الفداء فقد عرض علي عذابهم أدنى من هذه الشجر-وقد كان هناك شجرة قريبة- وأنزل الله تعالى:{ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة والله عزيز حكيم(67)لولا كتاب من الله قد سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم(68)}(الأنفال:67-68) والكتاب الذي سبق قوله تعالى {فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب حتى إذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق فإما منا بعد وإما فداء حتى تضع الحرب أوزارها}[محمد: 4] ففيه الأذن بأخذ الفدية ولكنه كان عتاب أنهم أخذوا الفدية قبل أن يثخنوا في الأرض.
هذه حقبة من الزمن عاشها الرسول وبعد بدر توالت الأفراح والأحزان على رسول الله صلى الله عليه وسلم ومنَّ الله على كثير من الصحابة بالاسلام ولكن هذا ما تيسر لي والحمد لله الذي أحياني حتى رأيتم هذا الموضوع مني: )
مــع تحيــاتي وتقـديري للجميـع
لاتنسوا الردود
